‏إظهار الرسائل ذات التسميات نادي أدب بنها. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات نادي أدب بنها. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 3 ديسمبر 2021

أُمسية في بٓلاط التٓجٓلًِي بقلم الشاعرة إكرام عمارة



                    

    على بُعد انتظار وفرسخين حنين نُصٓاويه، ومآذن الشُُرفات تُرٓوِّي في الأمر ورسائل الأنداء؛ تستميح الأوراق عذرا، فُضُّوا ما حٓمٓلّٓكُم المٓوجُ هٓدْرٓه وٓوٓسّٓد الشط معيتكم سِرّٓه، وماللأقدار لكم عليها بسلطان يُصٓدِّق البُشرى أو يُجيز النذر وتعلمون موشوم مكنوني ومقسوم ذاكرتي.

لاتفريط بالشمس ولاغرائب بالظل، وأٓكْفُر بالعٓوراء ومُسْتصغٓر الشٓرٓر؛ أدين بالعشق وإن ناح على غصنه الزمن، والخفوت للوله لاأُقِرُّه مٓذْهبٓاً وإنْ ضاق بي الأجل، وعلمي أنك تعلم تأويل صبر المُسٓهّٓد، وتعاويذ الجٓفْن المُؤرّٓق تغزوه التفاصيلُ وتٓوق الفضول يُمٓاصِعُه الأبلجُ من الأحداث لا تعبأ بمُرٓقّٓل؛ يحج إليه الفؤاد بواد غير ذي نصب أو جفاء، تطلب فيه البوادر محاكاة العنقاء ميلادا من رماد نار الخلود؛ تشبثا بمسرح كان يوماً لها تاريخ.

   زملتني أطياف مُمٓرّٓعٓة بخصيب وجدان؛ تناسمتْ سحائب مروجه وسامر ناظره المد، وسفر التصعيد لايألو جهداً يُعٓمِّده الشوق بأرج؛ يتفوحه المُجْتّٓلٓى وقبسات ضوء تخسأ معها تدابير ينعق بها النفور، وبؤساء أجأناهم بناي تٓذٓمرّٓتْ ترانيمه؛ يقف لها الشريان بالمرصاد سافرا لواء التشاغل النافر لأجاج ملح التعابير المعقود دفقه بعبور الساكن أمشاج القصيدة الممهورة بأربوحة اللقاء المُظٓفّٓرة أساريره بيقين مشهب وانفراج ابتسامة؛ لاتمتعض خواتيمها بهطول تٓرٓسُّل ومٓهام رسول يتقن التذوب ببهار تسريب يُقصي الغرائب التي لايعول عليها بشط التودد؛ يدلي كل بدلوه دِلاء يدغدغ الأغاريد بوكنات المشاعر، يستبطن الصمت بعُمر المسافات العنيدة، كقدح زناد اللحظة في الأواوين الشاردة.

  تغريدة لا أدري من أخمد أفعال شروعها، وأوضر رواكد مذودي في الليالي المٓطِيرة المشفر أعاصير حكاياها؛ يدشن مآلك ذوائبها الحجٓل سٓفْرته حُلْم ومأوى، يجزر في البوح جزائر يبكي ليلها تشوقا، يهذي غبار أحزانها رهفا، وفراش بلون البشرى يعقد عزائمه بطواف يألفه العشب، ومزامير الصبر يرنمها الشجن، والمترصد من زمهريرها ؛ يعيه بكاء الأيك وشرود تقانينا يعمده الاغتراب المتغافل، ألا قنوط مع الاحتساب والنبض يُعٓضِّده الفأل حيث لايظمأ بضفافه سادر، ولايسأم لضوء شمسها مسافر، مهما بلغت الجراح الحناجر، وكاهل تحملي ناء بحمل آثامهم ومِزٓق أوهامهم ووهن حصولهم، المنتحب نحيب الأيامى من الأمنيات الشاغرة، ورعشة الأصيل الراحل القانت بطلاقة الأقدار المسبح أناء الحدثين المنيب إلى الساقي جلال ووقار.

  إنه طيفك المخامر سقيفة عقيدتي المُمٓرّٓدة ببرابي؛ يقطن الوجد منها سنين عددا، يُحصي الهواء شاردها وواردها يحفظ لعينيك مخبوء يتوجس خيفة، وقراءة لايخطؤها الشغف المُبٓيّٓت مع الإصرار والترصد؛ بينما مغاليق البوح على ألسنة الطير أخذت تتقوض تحسب أوان الفيضان لشريان؛ تخثر بذيل تواقيته دفق النوال وانقطع عن دهليز عبوره زاجل يوماً أبداً لاتظفر بصندوق ودائعها فرية وبهتان؛ تجهض المكائد لامأسوف فيها على مُكٓدِّر للصفو يهفو الوقوف على رُكٓام الإخفاق بقرابين لايقبلها الحادي؛ بعروش لأشجار الخُلد تُزهر بتعاريج متاحها أغصان الزيتون المُرٓتًِل للحدب وأوراق للبوح مدادها نبيذ كٓرْم لايترك مِثْقال ذرة لضجيج سافر أو أُفُول نافر.

  أمسية في بلاط التجلي بعيون الفُيوضات المانحة برازخ الاستيفاء نهرا؛ لاتقطن ضفافه سحائب مُتٓفٓرِّقات ينوح فيها العٓتٓبُ، ويئن لها التشوق المسفوح تٓنٓهُّدُ قادمه، بدهشة السؤال المُعٓلّٓق بصنو التمني وخفوت البريق الحائر، وأما الجواب كان بالهيكل المُهْتٓرٍئة جٓنٓباتُه؛ فٓخِقتُ أنْ يبهته الذي بٓطٓر، أو يُضني أطراف عُلالته ما زاغ من يقطين مُؤْنِسٓتِه؛ يرواد الأوراق تٓخلُّصأ يٓخْطبُ وُدّٓ المحبرة، يناشد الحروف والوجيب كاحتلال للفرائس تٓعٓقٓبًٓتْ الكٓرى وآٓثٓرتْ ضخ الفتيل المُنْصٓهِر للخاطر المُتٓنٓاثِر محتواه، ووثير فُرُشِ أحلامي يُراقصه ضوء القنديل الهذيل؛ تتأرجح مع تقاطع الشعاع المُنْسرِب بفُرْجة باب نظراتي المُحٓدِّقة بثبات الجندي، واستبسال النبض الهاذي يتمتم كأنه الحادي بحروف تتبعثر؛ يذروها الوجع اللافح جبين اليقظة كفصوص لؤلؤ احتشدت تُؤطر ماأفرزته تنويحتي على الورق، افترش الظل بعض سطورها.

   بقلم/إكرام عمارة.

الأربعاء، 13 أكتوبر 2021

“إلاك ينسكب الكأس “ بقلم الشاعرة / إكرام عمارة

 

لاأبالي ؛
وأنا بالأفلاك أطوف،
كفى سري وجهري،
بضفاف الأحلام يطوف
ظمئت،
وعناقيد الهوى بالخمر
تدفق، وإغراء الحروف
بالسطور قطوف
كفى عمري كؤوس ؛
من نشوة الانتظار
بصبر؛
طوق أفاع للغيرة ألوف
واسأل الصمت ؛
كم من حصر لليالي!
تاقت قبلة من رحيق،
وفوق عنق الغد السيوف
لاأبالي ؛
وهتاف الملاح،
بكئيب الموج ؛
ترجوه الغيوم،
استعطاف منتحب،
لبحر غضوب،
وواحة للأمل ؛
تخفف أعباء ثقل،
ينفض الغبار عن ؛
وارف أوراقها، ظل غيور
لاأبالي ؛
وللنهار مسمع ؛
يطربه لحن صدق،
وترنيمة عشق ؛
غاية،
تمتطي صهوة الصمود ؛
تهتك؛
ستر المدلهم،
بصلاة خشوع
لاأبالي ؛
والمضمخ من الحروف ؛
ينتظره الألق بعيون طفل،
طابت لجفونه النجوم
لاأبالي ؛
والأحزان جرفتها،
أجنحة الملائك
والحب ؛
ينعقد بنواصيه الطيوب
لاأبالي ؛
وفراغ الوجوم،
سقط أسيراً للإذلال،
وأدمت معصمه القيود
لاأبالي ؛
والأرض عروس ؛
تدفؤها الشمس،
لاتخشى الكسوف
لاأبالي ؛
والأضواء بشائر،
يصيح لها الموكب ؛
يرفل في بهاء وظهور
لاأبالي ؛
وشريعة الكآبة،
يلفظها الرماد،
بوحي جمر الطموح،
وغدير الحبور.
بقلمى /إكرام عمارة

"شطآن لايعبث بها شيطان" بقلم الشاعرة / إكرام عمارة

 قد تكون صورة لـ ‏‏شخص أو أكثر‏ و‏نص‏‏


في نهار شرود الأفكار
قطع من جدران ؛
تتفسحها أشلاء
حصدت أرواحها
أزيز الشظايا
ومطايا لليل ؛يتدثره
الأسود
وحنظل الانتظار
مروجه عراء لم
تتهولها
محلقات الزوال
وانفجارات المطايا
ونداء الأغطية،
في زمن البرد
يستنفره الأجود ؛
يتلحفه الانهيار
يامشاهد على الملأ
يحاجيها
يوماً رحيق الأزهار
يتفوحها
دم شهيد العطايا
شطآن لاتعرف هم
الاندثار
لاتقل أنها أرض اليباب ؛
بل قل، إنها جنان
لايعبث بها شيطان
لحظة ؛
هذا كف أخي،
وتلك رأس أمي
هذا جلباب أبي،
وتلك مسبحة أختي
على سجادة المسافات
وعبير التضحيات
عنكم لن أتأخر ؛
مع أول مركبة
لقذيفة الغدر ؛يترحلها فوج،
يشتهي موكب الشهيد،
والبساط الأخضر.
بقلم /إكرام عمارة

الجمعة، 30 يوليو 2021

عند سدرة المبتغى بقلم الشاعرة إكرام عمارة


                    

ما بين المُعلًق والمُحقًق فضل حٍنكة وعٍز بيان، بعُروة المُربٓد على كتفه العاري عن التكلف، الساري بأمشاجه هدأة الإيناس وأذكار التذوب المارق عن إيمانه تفاصيل التلهي ؛ يعد على زخات توحده وموج إحلاله مقادير المكوث الواقر عُمق الطُهر؛ بمرايا تعكس آرائك التُيًم عند سٍدرة المُبتغى

تعابيرهم من مُعتًق نبيذ الديمومة

محفور على جدران محراب مشاعرهم لا وجد يُعذب ولاتباريح بمنفى.

دع المداد يقطر حرفا يعسوبيا ببهاء يوسف وحكمة لقمان

قطوفه دانية لا لجً فيها ولاتأثيم.

بعيداً عن الجدران الآيلة بمؤقت الطفل فينا، غريباً عن المُحاك بِطٓي الفُجٓاءة المتأبطة وعيدا ،كتاب باطنه قرار و ظاهره اختيار؛ يلوذ القاطن بظُفر إيمان وفيض احتساب، لايلبسون أحاسيسهم بظن وإذعان

المربوبون مآلهم القبور وأما الشهيد المعقود بدمائه أبدية رضوانية وجنات قطافها ساعية؛ فهو في المشهد العلوي والمنزلة المُرصعة بسُموق وإجلال، تحفظ سيرته أقاح البرايا وتقدس مسيرته ذراري تحفظ السر كجنود مُطًهمٓةٍ بتعاويذ الحفظ والرعاية.

  فاض المعين بالفائر من شجون الذات المبعثرة؛ تذروها رياح المؤجج بأزيز الدهشة، ورحيل الصمت المطبق وجوه للطريق ملامح؛عندها تسقط القسمة ويسود النبض الأقحواني شعاب التوقيت الغائر،يصطلي الشغف الفائر فاغرا فاه الشوق المنكسرة أجنحة حٓيْطٰتها اللائذة بمٓفْرِق الفصول والخريف الحزين؛ يُحٓمِّل وصاياه أوراق النارنج النازح أزقة اليأس بدروب الاستكانة بآنٍ لافت وظل باهت يتسكع طرقاته الوجع المُلٓثّٓم ونفر من دموع استوقفها الطلل المُزٓمزٓم بقداسة المواثيق المغروز بخاصرة أحرفها قسم لو تدرون عظيم.

من يقرأني بأحداق شجونك الممهورة؛ ببريق تصريحاتي، وأنا للأضداد شرعة ومنهاج؛ حين ماجت الروح بما اتشحت من أنساق طافت حول كعبة الطهر

طواف تيم سعد اللحظات؛ لاتأبه بالبلور المكسور للمرآة بوحي تكرار وجحود تناثر

تتعدد الصور والمرمى واحد أيها الآت من شعاع القادم

ولك في المتساقط على ورقات الزمن الفائت بقايا من إخبار لاتتقن سوى الولاء للفصول؛ أفاعيلا ، تعي قيمة السلالة المنقحة ،بأقاح يافعة لقاحها؛ لاينبض سفاح أو يزهر مسخا؛ يحيق ببادره هشيما يذروه الواقع.

.......

  بقلم/إكرام عمارة.

" تغاريد قلب"..بقلم الشاعرة إكرام عمارة


                   

ماأبهى النجوى المتألقة!

حينما يغرد بها

 روحان يفتقدان

 خلف الغمام تعانقا 

وأفرغا بوحهما

 من ألق وحنان

 باأنشودتي في  الكون 

 ياقيثارتي،

 ياوترا أتاني بأعذب ألحان

ياحُلما قُد من طُهر

 وبسماته السكرى 

على النافذة الوسنى 

نام الضوء نشوان

من جنان الخلد 

 صُغت لحنا قدسيا

 ماأعذبه!

 لملم شتات الحبيبين

أبناء المعالي 

أنا وأنت عبير خاطري

 بين الليل والنجم والنيل 

سر وأشجان

يانيل جاءتك الشمس مزهرة

تزرع في كفيك

 عطر ريحان 

يعانقه فيض الهوى الدفوق

 وتلقى بظلاله عهد أمان

........

  بقلم/إكرام عمارة

الأربعاء، 14 يوليو 2021

برياض المتيم بقلم الشاعرة إكرام عمارة



في الذاهبين ؛ أخلد المخلد 

                 بوحي ائتلاق ، وحسن تعبد

أيا فؤادي ،  والخشوع ظلاله

                    ويانع وصفه ؛ للهوى تنهد

والطواف بالأضواء يشعل خافقي

               يستميل الندى ؛  بحسن تعهد

تراقص في العباب نسيج القصائد

              بلحظ التجلي، وسحر التوسد

برياض المتيم ؛ يفيض صفح المسبح

        طواف ملب ؛ أضناه نحيب التودد

في الذاهبين ؛  أخلد المخلد

                 بوحي ائتلاق ، وحسن تعبد

تتهادى طيوف شروده رقة

               صدحة فجر ؛ بندائه المسهد

صدره بالمقام ؛ مجتلى لعشق

                يحصي الذهول ؛  بغير تشدد

شجون لغربتنا ؛ تألفنا مراسيها

              تحتسينا ، نحتسيها أنس تفقد

مالكم وأيامي ؛ سل عنها الطائفين

              حسبكم ضياء ؛ بمكنون التقيد

في الذاهبين ؛ أخلد المخلد

                  بوحي ائتلاق ، وحسن تعبد

بك أباهي ؛  كرمة اللطف

                 تأنس الروح ؛  بابتراد وتورد

هو الايثار ؛ للأحبة فداء

                     يغار لرقته ؛ حزن التوعد

لاخاب ؛ ماحملت الأغصان بسمته

                 ولاطوحت به ؛ مراكب التردد

بالباب ، يلهث بذكرك العباد

                     بأزاهير رضا ، وبغض تمرد

في الذاهبين ؛ أخلد المخلد

                   بوحي ائنلاق ، وحسن تعبد.

  بقلم/إكرام عمارة.

الخميس، 17 يونيو 2021

الاٍلهام الشعرى .. بين التفسيرات الماورائية وحساسية الشاعر تجاه العالم بقلم الناقد محمد علي عزب




الاٍلهام والوحى مصطلحان متردافان ارتبطا بالشعر والآداب والفنون منذ القدم,  والاٍلهام هو : المُحفِّز والمُحرّض على الكتابة الاٍبداعية وليس  لمجيئه وقت محدد اٍذ أنه يأتى بشكل مفاجئ, ويمكن أن نعتبر أن الاٍلهام هو سِرّ الموهبة الشعرية, وقد تنوعت الآراء بين القدماء والمحدثين حول منابع الاٍلهام الشعرى وماهيته, فالأساطير الدينية لدى الاٍغريق  كانت تُقرّ بأن هناك اٍلها للشعر والفنون والموسيقى هو الاٍله "أبولو", الذى يسكن  فى جبل الأوليمب ويعزف بقيثارته الذهبية ويلهم الشعراء ما يقولونه, وقد اعتقد الاٍغريق بوجود ربّات للشعر تسكن مع "أبوللو" فى جبل الأوليمب, وتختص كل ربة من  تلك الربَّات بغرض أو نوع معين  من أنواع الشعر,  وتتأمر بأمر الاٍله "أبوللو" فى اٍلهام الشعراء, فهناك ربة للشعر الملحمى وأخرى للشعر الدرامى وأخرى لشعر الغزل وهكذا, وقد كان العرب فى العصر الجاهلى يعتقدون أن لكل شاعر جِنِّى أو شيطان يوحى له بالشعر, وأن شياطين الشعر تسكن فى واد يُسمى وادى "عبقر" نسبة اٍلى العبقرية والتفرد, وكان لكل شاعر شيطانه الخاص, فمثلا تجد أن العرب أطلقوا على شيطان الشاعر لُبيد بن أبى طرفة اسم "هُبيد" وقالوا : "لولا فضل هُبيد على لبيد", واٍلى جانب اعتقاد العرب فى الجاهلية أن لكل شاعر شيطانه الخاص,  فقد اعتقدوا أن هناك  شيطانين رئيسين للشعر هما  ( الهُوير وهو شيطان الشعر الجيد, والهَوْجَل وهو شيطان الشعر الردئ )1, وهذه النظرة الماورائية  للاٍلهام والاٍبداع الشعرى مرتبطة بالفكر المثالى الماورائى "الميتافزيقى" فى الحضارات القديمة, وهو فكر لا يهتم بدراسة طبيعة وظواهر الأشياء المادية بل يهتم بمعرفة ماوراء الطبيعة المادية, والجوانب النفسية والروحية والظواهر الغريبة مثل الجن والأشباح, ويفسر الاٍبداع الأدبى والفنى على أنه ظاهرة من ظواهر الطبيعة تتحكم فيها قوى خارجية خفية سواءا كانت هذه القوى الماورائية اٍله أو جِنّى, وقد تجاوزت والآداب والعلوم الاٍنسانية والفكر الحديث هذه النظرة الماورائية, وتعاملت مع الاٍلهام على أنها نوع من حساسية المبدع تجاه العالم والذات والآخر, وطاقة انفعالية محفزة على الاٍبداع الأدبى والفنى, تساهم فى تكوينها  عدة عوامل نفسية واجتماعية وثقافية, وفى الشعرية الحديثة والمعاصر هناك رأيان بخصوص منبع الاٍلهام وماهيته, وهذان الرأيان مرتبطان ارتباط وثيقا بحساسية الذات تجاه العالم, والرأى الأول  منهما يقر بأن الاٍلهام عملية واعية تنبثق من وعى الشاعر, والرأى الثانى يقر بأن ( الاٍلهام ينبثق من اللاوعى, وهو نتيجة مكبوتات انفعالية  تظهر على السطح عبر قناة اٍبداعية )2 .

وسواءا كان الاٍلهام منبعه هو الوعى أو اللاوعى الذاتى للمبدع الذى يتأثر وينفعل بالعالم وظواهره وأشيائه,  فاٍن الاٍلهام وحده لا يكفى لكتابة نصّ شعرى, اٍذ أن الشاعر لا بد أن يمتلك أدوات فنية وخبرة جمالية قارة فى الوعى والوجدان, تمكنه من صياغة النصّ الشعرى واٍعطائه مشروعية وجوده, فاٍن كانت الكتابة تعتمد على معرفة أدوات صياغة الشعر  بدون وجود موهبة أو اٍلهام تعتبر نوعا من التنصنّع يفتقد للحساسية الشعرية, فاٍن الاعتماد على الاٍلهام وحده دون امتلاك أدوات فنية وخبرة جمالية يُفقد النص صفة الاٍبداع ويصبح مجرد ارتجال أو فضفضة عشوائية, فالاٍلهام وامتلاك أدوات صياغة الشعر متلازمان ولا تتحقق شعرية الشعر اٍلاّ بوجودهما معا .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ شفيق معلوف ـ مقدمة عبقر ـ منشورات العصبة الأندلسية ـ ص 1949م  ـ   نقلا عن المعجم المفصل فى اللغة والأدب  ـ د. اٍميل بديع  ود. ميشيل عاصى ـ دار العلم للملايين ـ بيروت 1987م  المجلد الأول  ص 216

2ـ معجم المصطلحات الأدبية المعاصرة ـ عرض وتقديم وترجمة د . سعيد علوش ـ دار الكتاب اللبنانى ـ بيروت 1985م   ص39 

* مقتطف من كتابى النقدى "مقاربة مفهومية فى المصطلح الشعرى المعاصر" ـ قيد الكتابة والمراجعة

الخميس، 10 يونيو 2021

بتراتيل للكروان واستكانة للعراجين بقلم الشاعرة/د. إكرام عمارة



    أيا حروف مِزٓاجُهٓا من مٓسِير، في مٓرٓايا الغُروب عِتٓابُها، من زفير مُعٓتٔٓق أشواقها من أجيج؛ تندلع حرائق تفرساتها بعد اقتفاء أثرها الظل المُدٓثٔٓر بنهار مُسْتٓمِيت، ورياح ليل غائر تٓكٓسٓرٔٓت على أرصفة ندائه عظام النبض، واستطارت لمدلهمه نُخٓالة البوح سرعان ما تٓنٓحٔٓى لأهازيج أمانيه سٓفٓر الصمت المُلٓغم بتساؤلات موقوتة؛ يُزٓنِٔرها اليقين المُؤبٔٓد المُتٓشح بتراتيل للكروان واستكانة للعراجين، بأفئدة الانتظار المُدٓجٔٓج بدٓحْض التنبؤ ودٓحْر التٓخٓرُٔص ووأد الغياب الفائت.

تٓعٓفُٔها أذكار سديم يحفظ للعهد قداسته؛ يُنذر بسُحب حُبلى لا مخاض لها يُسٓعِٔره الرحيل بل مدرار تفاصيله تسابيح تُجيد العزوف عن الشرود، وتتمتم نياطه بالمغفرة وحُسن لقاء المُعٓمٔٓد بالوتين أواصره.

  أليت، عليك أيها المتنازع الفاطن للمِهْيٓع وماكد التصريد؛كفكفة المبذول من روافد الذكرى بليل للمسفوح من دماء كمد الزعفران السادر، ألحفت بذي مِرة هربزيا يحف بعرشه، الوكر المنافي فترة من الرسل وتباريك الوجيزة الورقاء دون شف لتفاصيل أمضت المشهد وأعيت المبوتق من التراتيل

 عاتب البنفسج نراجس الشوق بعيون الليل المتوجس؛  بإياب النظرة المُسربلٰة بلُهٓاث وٓجْد، واستمراء مايُرهق سُطور الليل من حديث الصمت؛ تأكله نار الصبر الحُبلى بميلاد للشروق السرمدي يهزُٔ إليه جِزع الروح؛ يأنسه الشوق سٓمِٔئٓا، بيقين للعفراء ونجوم الجرأة لسِرِٔك ياوٓرد تٓمٓئٓدتْ لمُهُوره نبضُ المسافات و داج المجهول الآيل للسقوط بهاوية الإصرار المدعوم برِبْقٓة الصدق بعيون اللهفة للصفصاف الحزين لاجنادب تُعيق استرسالها ولا بوم ينعق الفائت من حظ تفانيها.

عشقي سِفْرُ التسليم بمدى يجوبه زُلٓفٌ من اشتياق، و كأنه تدبير بليل لاتهاب نجومه الممشى العوسجي

وأشواك الفراغ البري المزورع ببيدر القلق وبعثرة الحُلم

لكن هيهات ونسارين التوق تعقد بإيوان البشرى وعناق شط الانتظار وموج اللهفة اللائذة بالعبق الأثيري

وكل سُلٔٓامة من نبض التجلي تراتيل ذات أصداء علوية ومشاهد تراسلية؛ تشق الصدر وتقيم المدينة الفاضلة وقبول نقض أفلاطون الأوزوني بروافد التطلع المدعوم بدعوة دنيالية لاعلاقة لها بالتقاويم وقراءة المُهٓال بنثار الغبار على جبين المثار ورُكٓام العابر تشهد فراعين اللحاظ؛ تُبٓدِٔد الصارخ من حٓمْل النهر ومٓخٓاض الإعصار بدولة شرايينن اليقين لااهتراء لنٓزْف أو هُدْنة لعٓزْف محكوم أوتار قيثاره بأنامل يتقفعها الخاطر.

دٓعْ القادمٓ تُنٓادمهُ المُدٓامٓةُ المُعْتٓقٔٓة بأجيج اليقظة ونوافير النبض التلقائية.

  لا طاقة للخمائل وفِخٓاخ الكٓدٓر؛ لايُؤثِٔرُه نحيبُ غرير مُنجزم، عن رديفه بالوصيد، لو أٓنْصٓتٔٓ إليه لوٓدٓدْتٓ منه اقترابا؛ لاموحش المسافات بغاب الغياب، يجتث المُوغٓل بعُنُق الرُوح بزمهرير الركام؛ المُشٓفٔٓر تفاصيله الموثوق وٓطٰرُه بورقات القادم الجاثم على صدر الوعود ،ِبوٓحْيِ تصديق ليراع التٓبتُٔل وٓمِحْبٓرة الأعماق .

  في غيمةٍ خٓبٓأتُ ذاكرتي، ورمقتني بدهشة إحدى الغيمات؛ فأطلقتْ من فورها حٓفْنة من العٓرٔٓافات، يٓخْطُطْنٓ الرمل على أرض الجسد المُمٔٓسٓد طِيْنه بتعاويذ؛ بثها المارق من مُسْتٓقِلِٔي سٓفِين نوح ذات فراغ حملناه على ألواح ودُسُر، وتباريك الجودي لايتأتى ضفافها إلا من أتى البرهان بوحي كظيم لاطاقة للأزلام بفرقد حظها، إن طاشت وخرجت في غير أهلها المنزوع من حكمة أراضيها دعاء العرار ، واستوت على الذهول مآقيها

انزعوا عني تلك الخاصية الملعونة المزروعة بخاصرة آدم وفضول حواء.

   وتبقى الحقيقة الواحدة فوق الفوق فوق؛ما لا ينفد مخزونه ومدده يربو ما بين السماء والأرض وأرحب، تطوافك خلاق بين الحقيقة والعدم والعاهل الراعي لرمانة البقاء إليه القرار ومعاقل النور.

  بقلم/ إكرام عمارة.

الأربعاء، 9 يونيو 2021

وجع...بقلم الشاعرة د.إكرام عمارة


مهلا ؛اتركوا لي رمادا باردا 

                          أدفن فيه، وأسعدا 

مااكتفيتم وسوط الكآبة لي حاصدا 

                         يؤقت الخطو أمعدا 

حتى الرسم بالكلمات؛ تعقبتم 

                   أحبارها بالإخفاق توعدا 

وأقسم من الدنيا قد اكتفيت 

                       ماالمر ؛بشراب أرغدا 

ما لكم وقصيدي تاقت أحرفه تفردا 

      ألم يأنف خيالي؟! بمعانيكم أزهدا 

ما لكم ونهار أركض ببياضه؛كفارس 

           تعشقه الصهوات لامسخ أمردا 

مزقتم الأوراق لليل ؛سكبتم المحبرة 

 على الجدران ؛تأتلق من الحروف الأجود 

عيوني بمخبوئها في السكون 

             يقيم صلاتها، بالكون أرشد

دعكم مني ؛فأنا بينكم غريب 

       زورقي مجدافاه لروحي أمجدا

مهلا ؛اتركوا لي رمادا باردا 

                        أدفن فيه، وأسعدا. 

  بقلم /إكرام عمارة.

الاثنين، 31 مايو 2021

"والقلوب تنبض وعوداً"بقلم الشاعرة / د. إكرام عمارة

لا يتوفر وصف.


أحقا لاتخشى للغسق اقترابا!

يوم أن كان الغد شعاعا

يقتل الفراغ ؛يبعد الآه

فوق الطريق

 أحقا أيقظت الأرق،

 أغرقت الليل

جعلت النهار يحترق!

أحقا استدركت الخطوات

 للبعيد من سحيق الاغتراب

 كي نفترق؟!

 أحقا ذبحت الأمل

بسكين السأم

 جعلت الوعد  يختنق!

أحقا مزقت مدونة الذكريات

 والقصاصات تذروها الرياح

 والدموع تستبق!

أحقا ضاع منك المسير

 بسفح اليأس،

وانطفأ في الأفق القبس؟!

أحقا كنت تعي أن القلوب

بالوعود تنبض؟!

 أننا اثنان لاواحد

كإلفين في قفص

 أحقا طفت البقاع،

بحثاً للقلب عن دار!

وجوانحك لاتحمل

سوى لهب نار

أحقا هدهدت الظل ؛

بحفظ سره؟

 أم أوشيت به للمدار!

أحقا آلمك وجعي الجريح!

 بفيض القريض، ودموع الورود

أحقا القلوب بالوعود تنبض؟!

والخداع بالوصال وعيد

بريده الوقود

حقاً أشعلت في الحلم الحطب

وصارت القصة، بلا عنوان

حقاً لايجدي معك حتى العتب

فالتصرف سيد الموقف

لايعرف هند أو صفوان

.......

بقلم /إكرام عمارة